أهلا بكم في مدونة الدكتور محمود إسماعيل صالح

الأحد، 10 نوفمبر 2013

الحاسوب في خدمة الترجمة والمترجمين

 
 
الحاسوب في خدمة الترجمة : الأساليب والتقويم
د/ محمود إسماعيل صالح
أستاذ اللغويات التطبيقية – جامعة الملك سعود
بحث مقدم إلى
المؤتمر الثالث للغات والترجمة:
الترجمة والتعريب في المملكة العربية السعودية
الرياض 11-13 محرم 1431 هـ / 28-30 ديسمبر 2009
الحاسوب في خدمة الترجمة والمترجمين
د/ محمود إسماعيل صالح
أستاذ اللغويات التطبيقية – جامعة الملك سعود
المقدمة:

 شهد النصف الثاني من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين تطورا مذهلا في مجال الحواسيب والبرمجيات الحاسوبية كما وكيفا ، وقدمت بذلك إمكانات وخدمات كبيرة للعاملين في شتى المهن وحقول المعرفة. ولا شك أن الترجمة لقيت الكثير من العناية في هذا المجال ، بدءا بالمحاولات الأولية في العقد السادس من القرن الماضي لترجمة النصوص العلمية من الروسية إلى الإنجليزية.



وقد شاهدنا في الآونة الأخيرة تفجرا في أنواع المعينات الحاسوبية للمترجمين ، على مستويات مختلفة ، تبدأ بما يسمى بالترجمة الآلية (أو الترجمة بمعاونة الحاسوب ) وانتهاءا بمنسقات النصوص والإملاء الآلي automatic dictation ومابينهما من ذاكرات الترجمة وبنوك المصطلحات الآلية terminology data banks والمعاجم المحوسبة (أحادية اللغات وثنائيتها).
وسنتحدث فيما يلي بإيجاز عن كل من هذه الوسائل المعينة للمترجمين.
1 .1. الترجمة الآلية :
يعرف استخدام الحاسوب أداة للترجمة بالترجمة الآلية machine translation ، ويميل البعض إلى تسمية يرونها أكثر ملاءمة ، وهي الترجمة بمعاونة الحاسوب computer aided translation .
سأحاول أن أقدم  مثالا على طريقة عمل إحدى النظم المعروفة للترجمة الآلية  ، وهو نظام توم TAUM (الترجمة الآلية لجامعة مونتريال) وهومن إنتاج جامعة مونتريال بكندا ، ويستخدم حاليا أحد نواتج هذا النظام - ميتيو Meteo - لترجمة التقاريروالتنبؤات الجوية من الإنجليزية إلى الفرنسية في كندا .
المرحلة الأولى :
نجد في هذه المرحلة أنه يتم  إدخال النص المراد ترجمته ، وذلك إما عن طريق لوحة المفاتيح في الحاسوب أو ينقل إلى الحاسوب عن طريق اسطوانة أو شريط ممغنط  أو أية وسيلة أخرى ، مثل قارئة  المحارف البصرية  optical character reader.  وبعد عدة خطوات يخرج لنا النص  في اللغة الهدف أي اللغة المترجم إليها .أما الخطوات التي تتم في الترجمة الالية فهي:
1-يقوم المترجم البشري بعملية مراجعة مبدئية للنص المراد ترجمته ؛ فالحاسوب لايميز مثلا بين الكلمة الحقيقية وأسماء العلم .فلابد للإنسان أن يوضح أن هذا اسم علم مثلا و لايترجم . وأن هذه الأشكال ليست نصوصا للترجمة . وهذه الخطوة تسمى بعملية التحرير المسبق.
2-ثم يقوم الحاسوب بعد ذلك بتحليل صرفي للنص للتعرف على أجزاء الكلمات ومكوناتها وأقسامها ، وهذا يسير وفق جداول تعطى للحاسوب .
3- بعد أن يقوم الحاسوب بعملية التحليل الصرفي يقوم بعملية البحث في المعجم (مثلا حينما نجد كلمة schools لابد أن تحلل هذه صرفيا فإذا بحثت عن schools  في المعجم لن تجدها لأن الكلمة تتكون من school+s    بمعنى مدرسة +علامةالجمع ).إذاً لابد من التحليل الصرفي قبل النظر في المعجم . و يقوم الحاسوب بالتحليل الصرفي ثم بالنظر في المعجم المزود به . ثم بعد ذلك يطبع لنا الكلمات التي لم يجدها في المعجم ليخبرنا بأن هذه الكلمات ليست موجودة في قاموسه . عند ذلك يقوم المترجمون بتزويد الحاسوب بتلك الكلمات التي لم تكن مخزونة في ذاكرته وبمقابلاتها ، وكذلك بكافةالمعلومات الصرفية والنحوية اللازمة.
4- يقوم الحاسوب بالبحث في القاموس مرة اخرى .
5-بعد ذلك يقوم الحاسوب بالتحليل النحوي للنص (أي إعراب الجمل لتحديد الوظيفة النحوية لكل كلمة.
المرحلة الثانية :

 تبدأ خطوات الترجمة . وهنا تتم خطوتان حيث :
6- يقوم الحاسوب بنقل الكلمات حسب قاموس الترجمة فينقل من اللغة الأصل إلى اللغة الهدف ، مستفيداً في ذلك من المعجم ثنائي اللغة المتاح له.
7- ثم يقوم بعملية ترجمة التراكيب:   يضع المقابلات التركيبية في اللغة المترجم إليها ، مثلا الفاعل والمفعول به والمضاف والمضاف إليه والصفة والموصوف وغير ذلك  . أي يقوم الحاسوب بعمليات مناقلة نحوية بين اللغتين.
المرحلةالثالثة:
 تأتي هنا  مرحلة التركيب أو التوليف ، أي التعبير باللغة الهدف . ويتم ذلك في خطوتين كذلك :
8- التوليف النحوي ، أي تطبيق قواعد النحو في اللغة الهدف،  مثل وضع الفعل في بداية الجملة العربية ،  وليس البدءبالفاعل كما في الانجليزية مثلا ،  ووضع المضاف إليه بعد المضاف والصفة بعد الموصوف (في اللغة العربية)، بدلاً من ترتيبها العكسي في كثير من اللغات الأخرى.
9- التوليف الصرفي ،  وذلك بتطبيق القواعد النحوية والصرفية في اللغة الهدف مثل ملاحظة أن كلمة "سامع+جمع+مفعول به  "   تصبح "سامعين" بينما "كتب+مضارع+فاعل +جمع مذكر" تصبح "يكتبون" وهكذا.
إذاً هناك ثلاث مراحل أساسية : هي التحليل ثم النقل (أي الترجمة الأولية)  ثم تكوين الجمل في اللغة المترجم إليها.
هذا باختصار مثال لما يمكن أن يقوم به الحاسوب في الترجمة . ولكن الموضوع ليس بهذه البساطة . فكما ذكرنا سابقا هناك مشكلات كثيرة تعترض الحاسوب في الترجمة . لذلك نجد أن هناك ثلاثة أساليب مختلفة في الترجمة الآلية هي :
أ-الترجمة الآلية مع تحرير لاحق ، أي مراجعة بشرية بعد الترجمة الآلية.
ب-الترجمة مع التحرير السابق ،  بمعنى أن الإنسان يحرر النص المراد ترجمته . مثلا نبسط الجمل المعقدة . والكلمات التي لها معاني كثيرة نحدد معناها المطلوب وهكذا  ،  أي أننا نعدل النص بحيث يستطيع أن "يفهمه" الحاسوب ، وتسمى هذه اللغة المقبولة للآلة MAL (Machine Acceptable Language) .
جـ- ثم هناك نوع ثالث يسمى بالترجمة التحاورية interactive وهي مثال للتعاون بين الحاسوب وبين المترجم البشري ، كما سنوضح أدنا.

أ- الترجمة الآلية مع التحرير اللاحق post-editing:
ثبت من التجربة أن الترجمة الآلية حتى للنصوص العلمية والتقنية تتطلب مراجعة بنسبة لاتقل عن  2. إلى 4. % أحيانا  ، حتى تصبح الترجمة مقبولة للنشر . وهذا التنقيح يشمل تعديلات من حيث المعجم أو الكلمات و من حيث التراكيب وغير ذلك . أما إذا كانت الترجمة لغرض الاطلاع العام والتعرف على محتوي النص بصورة إجمالية فقد لانحتاج إلى تنقيحها. و وهذا هو أسلوب الترجمة التي يتبعها نظام سيستران  Systranالذي يستخدم في أمانة المجموعة الاقتصادية الأوربية EEC في لوكسمبورق .كما أن هذا هو الأسلوب الذي تتبعه القوات الجوية الأمريكية مستخدمة نظام سيستران كذلك .
جدير بالذكر أن بعض الهيئات كانت تعطي الترجمة الأولية للمتخصصين (مثلا علماء الفيزياء النووية) للإطلاع عليه ، ثم تعيد ترجمة النص بشريا إن وجد أنه يستحق ذلك.
ب- الترجمة مع التحرير السابق pre-editing :
أما الاتجاه الثاني ، وهومايسمى بالترجمة الآلية مع التحرير السابق أو المسبق ، فقد طبقته في صورة معدّلة بعض الشركات مثل شركة جنرال موتورز في كندا وشركة ماتيل للألعاب في امريكا  وبعض الشركات اليابانية كذلك. فهذه الشركات تعطي تعليمات للذين يكتبون النصوص باللغة الاصلية بمراعاة قواعد معينة مثل : "لاتستعمل إلاهذه الكلمات . واستخدم هذه التراكيب . تجنب الجملة التي بها أكثر من فاعل واحد ، ولاتستخدم المبني للمجهول ..." .من ثم يصبح النص المراد ترجمته "مفهوما" أو "مقبولاً" للحاسوب ، فتأتي الترجمة سلسة وصحيحة لا تتطلب تنقيحا أو تحريراً يذكر.
 غير أن هذا الاسلوب ممكن أحيانا لأن الشركات التي تتبع هذا الأسلوب في الترجمة الآلية هي التي تنتج كتيبات الإرشادات والكتبيات الإعلامية ، أي النصوص المراد ترجمتها ، وتستطيع أن تتحكم في تلك النصوص باعطاء التعليمات للمؤلفين.
وهناك أسلوب آخر للتحرير المسبق وهو أن نعطي النص الاصلي إلى محرر ليعيد صياغة النص بلغة يفهمها الحاسوب .ثم يعطى النص المعدّل للحاسوب ليترجمه .  وكما هو واضح فهذا أسلوب عقيم جدا لأن الوقت الذي نضيعه في إعادة صياغة النص يمكن أن نقضيه في الترجمة مباشرة أي بالترجمة البشرية.
جـ - الترجمة التحاورية interactive :
وأما الأسلوب الثالث فنجده في اتجاه من الاتجاهات المعروفة الآن وهو ما يسمى بالترجمة التحاورية ،ويعرف أحيانا بالترجمة الآلية بمعاونة الإنسان .  حيث نجد المترجم يجلس إلى الحاسوب وأمامه الشاشة أو المرقاب ولوحة الطباعة.وتتم الترجمة جملة جملة ، ويظهر جزء من النص الأصلي مع ما يقابله من الترجمة.  وإذا أشكل على الحاسوب شيء أو لاحظ المترجم الذي يتابع عملية الترجمة على شاشة المرقاب مشكلة ماتدخل بصور مختلفة ، حسب نوع الإشكال الوارد في العملية  .( وهذه أسهل طبعا من المراجعة الكاملة (أو التحرير اللاحق)،  من وجهة نظر المراجع أو المحرر.) في هذه العملية قد يسأل الحاسوب مثلا "تربية هنا ماذا يقصد بها هل تترجمeducation  أم ماذا؟ والمترجم يقول له : ترجمها كذا . فيحفظ الحاسوب هذا . وفي المستقبل يستعمل هذه الصيغة . ولذلك سميت هذه بالترجمة التحاورية، حيث إن هناك تحاورا بين المترجم البشري وبين المترجم الآلي.
 والمشكلة الأساسية في هذا الأسلوب من الترجمة الآلية ضرورة وجود المترجم أمام الحاسوب طوال عملية الترجمة . بينما في الأسلوبين الآخرين قد يقوم الحاسوب بالترجمة في خارج أوقات العمل الرسمية للموظفين ، كما أن المحرر لايشترط وجوده في نفس المكان . من هنا قد تكون الترجمة هنا أبطأ منها في الأسلوبين الآخرين . ولاأذكر أن أيا من أنظمة الترجمة التحاورية  له انتشار معروف في الوقت الراهن.
1-1-1- الترجمة الآلية واللغة العربية :
1-1-1-1- المشروعات الأجنبية :
(1) يبدو أن محاولات الترجمة الآلية من الإنجليزية خاصة إلى العربية بدأت منذ أكثر من عقدين من الزمان ، حيث طور نظام سيستران Systran برنامجا للترجمة من الإنجليزية إلى اللغة العربية ، ولكن لأسباب إدارية واقتصادية لم يكتب له الانتشار ، والبرنامج المذكور يعمل على حاسوب كبير ، ولعل هذا أحد أسباب عدم انتشاره ، إضافة إلي الأسباب الأخرى . و لكن يبدو أن نظام سيستران لازال يعمل ، ويمكن الاستفادة منه لقاء رسوم معلومة.
(2)   وقد تبعه نظام وايدنرWeidner الذي طور أيضا برنامج للترجمة من الإنجليزية إلى العربية ، وكان يعمل على حاسوب متوسط  وقد كان يستخدم في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفي الرياض لبعض من الوقت ، ولكننا لانعلم ماحدث للبرنامج المذكور ، خاصة وأن ملكية شركة وايدنر للاتصالات انتقلت إلى إحدى الشركات اليابانية منذ أكثر من عشر سنوات ، كما أن الشركتين اللتين كانتا تستخدمان هذا النظام في نيوجرسي بأمريكا(Language Management, Inc ). وفي الرياض (شركة التعريب الآلي ) توقفتا عن العمل في مجال الترجمة الآلية .
(3) قامت منذ أكثر من عشر سنوات محاولتان تجريبيتان للترجمة الآلية من الإنجليزية إلي العربية ، كانت الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية قامت بها شركة ألبس Alps  التي لا زال لديها برامج للترجمة بين عدد من اللغات ، وتطبق مبدأ الترجمة التحاورية ، ولكنها أوقفت العمل في تطوير برنامج الترجمة إلي العربية ،منذ منتصف الثمانينيات ، حسب ماذكره لي أحد المسؤولين عن الشركة المذكورة (ومقرها بروفو ، يوتا ) في اتصال هاتفي أجريته معه في عام 1987م .
(4) أما المحاولة الثانية فكانت في فرنسا لدى جامعة غرينوبل Grenoble ، حيث كان الأستاذ الراحل فوكوا يعمل علي تطوير برنامج مبني على نظام أريان 76  Arianne 76 ، وذلك للترجمة من الإنجليزية إلي العربية ، غير أن هذا المشروع توقف أيضا منذ أكثر من عشر سنوات، كما أنه كان يعمل على الحاسوب الكبير main frame.
1-1-1-2- المشروعات العربية :
ربما كانت أول محاولة عربية لتطوير برنامج للترجمة من الإنجليزية إلى العربية محاولة الدكتور بشاي الأستاذ السابق بجامعة هارفارد ، وذلك منذ أوائل السبعينيات . كان البرنامج يطمح إلي تطوير نظام عامل مبني علي منهج التحرير السابق ، أي تحرير النص الإنجليزي قبل ترجمته آليا إلى اللغة العربية . ونظرا لتكلفة هذا التحرير السابق من حيث الجهد والمال والوقت لم يلق البرنامج المذكور قبولا يشجعه علي الاستمرار كما يبدو.
ولكن منذ أواخر العقد الماضي وخلال العقد الميلادي الحالي قامت عدة محاولات عربية  أخرى لتطوير أنظمة للترجمة إلى اللغة العربية ، بعضها لازال قيد التطوير ، كما هو الحال مع برنامج ترجمان التونسي والبرامج الأخرى التي تعمل عليها عدة جهات في مصر والأردن . ثم هناك الأنظمة العاملة والمتوافرة حاليا في الأسواق ، وهناك عدة أنظمة معروفة لدينا ، كلها تعمل على الحاسوب الشخصي  وهي :
أولا: أنظمة مستقلة stand alone
(1) نظام "المترجم العربي" الذي طورته شركة ATA في لندن ، ولدى الشركة المذكورة فرع في مسقط بعمان . وقد طورت الشركة المذكورة برنامجا مصغرا أسمته "الوافي " . ويترجم من الإنجليزية إلى العربية. وهو من المشروعات العربية الرائدة في ميدان الترجمة الآلية.
(2) نظام "الناقل العربي" الذي طورته شركة سيموس Cimos العربية في باريس ، وهذا النظام أكثر الأنظمة طموحا ، حيث لدى الشركة المذكورة أربعة برامج للترجمة بين الإنجليزية والعربية وبين الفرنسية والعربية  - برنامج لكل اتجاه . وتذكرالشركة أن النظام يستخدم "قاعدة النصوص المترجمة سلفا" أي أنه يستفيد من فكرة ذاكرة الترجمة التي نتحدث عنها أدناه.
هناك في الأسواق برنامج يدعى "المترجم المحترف"، يبدو أن له علاقة بالناقل ، كان يباع مع مجموعة من المعاجم المتخصصة.
(3) نظام الترجمة الألية من إنتاج شركة صخر ، يدعى(Sakhr Enterprise Translation –SET) . و-يعمل في اتجاهين (عربي – إنجليزي وبالعكس ).كما تذكر الشركة بأن النظام يتيح أيضا نظام ذاكرة الترجمة .
ثانيا: أنظمة ترجمة على الشابكة internet
(1) المسبار ، وهو من إنتاج شركة ATA ، منتجة "المترجم العربي".
(4) نظام الترجمة الآلية على محرك Google ، وهو في اتجاهين: عربي-إنجليزي وإنجليزي-عربي.
(3) نظام ترجم (صخر) Tarjim ، ويعمل في اتجاهين كذلك .
  (4)البرنامج التابع لشركة سيموس (الناقل) في اتجاهين : عربي-إنجليزي/فرنسي وبالعكس. 
ثالثا: نظام للترجمة الشفوية على الهاتف المحمول:
Sakhr Mobile S2S Arabic Translator for Government & Enterprise (for iPhone) . جدير بالذكر أن هذا قد يكون برنامج الترجمة الآلية الشفوية الوحيد في العالم العربي.

2 . المعينات الحاسوبية في الترجمة :
 لاتقتصر استخدامات الحاسوب على الترجمة الآلية مباشرة ، أي ترجمة النصوص الكاملة بوساطة الحاسوب .  بل هناك مايعرف بالترجمة البشرية بمعاونة الآلة  ، أي أن الانسان يترجم والآلة تعاونه في هذه العملية . وهذا عكس الترجمة التحاورية . هنا نجد أن الانسان يترجم والآلة تبحث له في المعجم عن الكلمات وتعطيه معاني الكلمات كما تعطيه المرادفات أو الترجمات من ذاكرتها ، كما سنبين فيما يلي.
2. 1. ذاكرات الترجمة:
يخلط بعض الباحثين بين مفهومي الترجمة الآلية (أو بمعاونة الحاسوب) وذاكرات الترجمة. ونود أن نشير أن هناك فرقا جوهريا بين النظامين . ففي الترجمة الآلية بصورها المختلفة لا يفترض النظام توافر نصوص مترجمة ثنائية اللغة لينقل منها. بل نقدم النص المراد ترجمته ليقوم الحاسوب بالترجمة ابتداء ، ثم نجري ما نشاء من تحريرعلى النص المترجم. أما فيما يسمى بذاكرات الترجمة translation memories ، فلا بد من توافر نصوص مترجمة ومخزنة في ذاكرة البرنامج . وكل ما يقوم به البرنامج هو المطابقة بين النص الجديد وما هو مخزن في ذاكرة الحاسوب وإيراد الترجمة أو الترجمات المتاحة. من ثم كلما زاد عدد النصوص ثنائية اللغة المخزنة كان النتيجة أفضل . وجدير أن هذه الأنظمة تتطلب جهدا من المترجم أو المترجمين لإجراء المواءمات بين النصوص الأصلية وترجماتها قبل الاستفادة منها في عملية الترجمة.
هذا وينصح بمثل هذا البرنامج في المؤسسات التي لديها الكثير من النصوص المتشابهة التي تتطلب الترجمة . ويلاحظ أن هذه الأنظمة بها برامج فرعية لمعالجة المصطلحات وإعداد قوائم بها.
ومن أشهر الأنظمة متعددة اللغات:
AppTech, Déjà Vu, Wordfast, Trados
مقارنة بين الترجمة الآلية وذاكرة الترجمة:
حيث إن أشيع طريقتين في استخدام الحاسوب في الترجمة هما الترجمة الآلية machine translation  وذاكرة الترجمة translation memory ، سنحاول فيما يلي إلقاء الضوء على بعض الاختلافات المهمة بينهما :
- عام وخاص
- جاهز للاستعمال أو يحتاج إلى تهيئة كثيرة.
- دقة الترجمة وسلاسة الأسلوب.
أولا: من حيث العمومية والخصوصية :
يعتبر نظام الترجمة الألية نظاما عاما يستخدمه الجمهور لأغراض مختلفة ، بينما نجد أن فائدة ذاكرة الترجمة ترتبط بنوعية النصوص التي نحتاج إلى ترجمتها ، حيث إنها نوع من قاعدة المعطيات للنصوص المترجمة ، من ثم فإن فائدتها أكير للأفراد أو الجهات التي يتسم عملها بشيء من التشابه والتكرار.
ثانيا: من حيث جهد التهيئة :
من الواضح أن الذين جربوا نظام الترجمة الآلية (مثل المتاح على google) أدركوا أنهم لا يحتاجون إلى تهيئة النظام للاستفادة منه ، بل إنهم لايستطيعون ذلك وإن أردوا. ولكن فاعلية النظام تكون أفضل ولا شك لو كان يتيح للمسخدم إجراء بعض التعديلات ، من مثل إضافة كلمات أو مصطلحات جديدة مع مقابلاتها ، أوإذا كان النظام "ّذكيا" يتعلم من تجاربه السابقة. وهذه الإمكانات ليست متاحة إلا في أنظمة الترجمة الخاصة stand alone ، مثل المترجم العربي والناقل العربي وغيرهما ، أوالتي تشرف عليها مؤسسات تقدم خدماتها برسوم للمستفيدين، مثل Systran.
أما ذاكرة الترجمة ، فهي بطببيعتها تتطلب تهيئة من قبل مستخدمها , ويشمل ذلك تخزين النصوص المتوافرة لدى الشخص أو الجهة المستفيدة وترجماتها ، ثم تقطيع تلك النصوص segmentation وإجراء المواءمة بين المقاطع المختلفة في كل  من النص وترجمته ، وهو مايسمى بالمحاذاة alignment . فبدون هذا لن يعمل برنامج ذاكرة الترجمة. ولاشك أن كفاءة النظام تعتمد على جودة مثل هذه العمليات وعلى كمية النصوص المترجمة المخزنة في هذه الذاكرة.
ثالثا : من حيث النصوص المترجمة:
لاشك أن النصوص المترجمة عن طريق ذاكرة الترجمة أعلى جودة وأفضل أسلوبا،  بشرط مراعاة ذلك في النصوص المخزنة وترجماتها. أما نظام الترجمة الآلية فيخضع منتجه على جودة النظام وبرمجته التي لا تعد غالبا لمستخدم معين أو نصوص محددة، من ثم نجد العيوب والأخطاء التي نتحدث عنها لاحقا عند مناقشة أخطاء الترجمة الآلية.
في ضوء ماسبق ، نستطيع القول بأن نظام الترجمة الآلية الذي يستفيد من ذاكرة الترجمة ، يتوقع أن تكون مستوى الترجمة لديها أعلى من غيرها.
2.2. قواعد معطيات النصوص المترجمة:
تشبه هذه إلى حد ما ذاكرات الترجمة ولكنها لاتقوم بالترجمة ، بل توفر للمترجم نماذج من النصوص المترجمة ليستفيد منها في عمله. ويمكن لأي مترجم ملم بالبرمجيات الحاسوبية إعداد مثل هذه القواعد والاستفادة منها.
 وجدير بالذكر أن الشابكة (الإنترنت) كنز غير محدود للنصوص المترجمة أو المكتوبة باللغة الهدف (التي نرغب في الترجمة إليها) ، مما يعين المترجم على ترجمة النصوص أو الفقرات أو العبارات المختلفة أو للتثبت من صحة ترجمته لبعض النصوص أو العبارات.  وفي واقع الأمر نجد أن بعض القوانين العربية هي مجرد ترجمات لقوانين أجنبية ، مع تعديلات قليلة أحيانا ، وقد يعثر المترجم على تلك الأصول.

3. المعينات المعجمية في الترجمة:
هناك عدد من الأساليب التي يعين فيها الحاسوب في البحث عن الألفاظ (بل والتعبيرات) المقابلة لألفاظ أو تعبيرات يود ترجمتها، ومن أقدمها بنوك المصطلحات الآلية .
3 .1. بنوك المصطلحات الآلية :
من الاستعمالات المبكرة نسبيا للحاسوب في خدمة الترجمة بنوك المصطلحات الآلية (يسميها البعض بنوك المعطيات المصطلحية terminology data banks) . وهناك عدد من بنوك المصطلحات الآلية في العالم (نذكر منها مثلا لكسيس Lexis في وزارة الدفاع الالمانية في بون  ، وتيم TEAMفي ميونيخ ، ويورديكاوتوم Eurodicautom في لوكسمبورغ ، وتيرميوم  Termium في كندا و"باسم" في الرياض،  و"معربي " في الرباط . كما أن  هناك أعداداً كبيرة من هذه البنوك أنشئت في مناطق مختلفة من العالم في الآونة الأخيرة ، بعضها حكومي وبعضها تجاري .
 يساعد بنك المصطلحات المترجم في تقديم المصطلح حسب الطلب .مثلا إذا أردت أن تعرف معنى كلمةneutron  و مقابلاتها بالعربية أو الفرنسية اوبأية لغة أخرى يتعامل معها البنك المعني ،  تكتب الكلمة ،أو تدخلها في الحاسوب بالأصح ، فتظهر لك على الشاشة معنى الكلمة المقابلة في اللغة التي تريدها من ذاكرة الحاسوب . فيغنيك بذلك عن البحث في عشرات المعاجم ومصادر المصطلحات الأخرى ، ممايوفر كثيرا من الجهد والوقت والمال كذلك. وهذا أبسط استخدام  لاستخداما ت بنوك المصطلحات .

وبعض بنوك المصطلحات أكثر تطورا من ذلك ، حيث يمكننا أن نقدم  النص المراد ترجمته للحاسوب فينظر فيه ،  ويعطيك مقابل أية كلمة موجودة في ذاكرته  . ومن ثم يظهر لك النص مطبوعا بعد إضافة ترجمات المصطلحات ( مثلا الكلمات الانجليزية ومقابلاتها العربية او الكلمات الفرنسية ومقابلاتها العربية ) إلى أن ينتهي من النص كله.
وهناك أسلوب آخر لعمل بنك المصطلحات ، وهو أن ندخل النص الأصلي في الحاسوب ، فيقارن الحاسوب النص بما في ذاكرته ثم يعطيك جميع المصطلحات التي وردت في النص مع مقابلاتها ، مرتبة حسب ورودها في النص ، أي أن الكلمة التي وردت في السطر الأول تسبق التي وردت في السطر الثاني أو الثالث وهكذا.
ثم هناك أسلوب ثالث وهوأن ينظر الحاسوب في النص ويقارن بما في ذاكرته من مصطلحات ويعطيك الكلمات مع مقابلاتها في قائمة مرتبة ألفبائىا ،  وهكذا يوفر للمترجم معجما خاصا به ، ويوفر عليه بذلك عملية البحث عن الكلمات في القواميس المختلفة.
أما الأسلوب الرابع للاستفادة من بنك المصطلحات فهو أن نطلب من الحاسوب أن يعطينا مثلا جميع المصطلحات المتوفرة في حقل معين من حقول التخصص مع مقابلاتها . فيتوفر لدينا معجم متخصص نرجع إليه وقت الحاجة . هذا وقد يكون المعجم في صورة أوراق مطبوعة أو بطاقات فلمية microfiche أو قرص مضغوط CD.
 
3. 1. 1. بنوك المصطلحات الآلية في العالم العربي :
تبين لنا الدراسة التي أجريناها في وقت سابق أن هناك أربع بنوك آلية للمصطلحات في العالم العربي ، هي :
(1) مُعربي التابع لمركز دراسات الترجمة والتعريب في الرباط وهو أقدم بنوك المصطلحات في العالم العربي ، وكان يطلق عليه لكسار سابقا .
(2) باسم BASM التابع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية KACST في الرياض ، ويرجع تاريخ إنشائه إلي حوالي عام 1983م .
(3) قِمَم في تونس ، وهو تابع لمعهد (إنوربي) ، وقد بدأ تأسيسه في حوالي عام 1986م ، غير أنه لم يستمر العمل فيه حسب علمنا .
(4) بنك المصطلحات الآلي التابع لمجمع اللغة العربية الأردني ، وهو أحدث هذه البنوك . لكن ليس لدينا للأسف معلومات عن استمرار المشروع من عدمه.
(انظر "بنوك المصطلحات والمعاجم الألكترونية" للمؤلف )
(5) بنك المصطلحات الموحدة التابع لمكتب تنسيق التعريب في الوطن العربي ، والذي يجمع كل مسارد المصطلحات التي أنتجها المكتب خلال عدة عقود باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. وعنوان المكتب هو Arabization.org.ma.www
(6) إضافة إلى ماسبق يمكننا أن نذكر بنوك أو معاجم المصطلحات المتخصصة لدى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية (المعجم الطبي الموحد)، وكلها تتعامل مع المصطلحات العربية ذات العلاقة بالمنظمة.
وجدير بالذكر أن لبنوك المصطلحات الآلية العربية  فوائد هامة أخرى في خدمة التعريب ، ألا وهو توثيق المصطلحات ونشرها وتنسيق الجهود في مجال العمل المصطلحي
3. 2. المعاجم الحاسوبية والمحوسبة :
لاشك أن هناك أنواعا عديدة من المعاجم الحاسوبية والمحوسبة . وسنعرض بإيجاز لأهم فئات هذا النوع من المعاجم .
3 . 21.   المعاجم أحادية اللغة :
لابد لنا من الإشارة هنا إلى أن المعاجم أحادية اللغة قد تكون أداة لفهم النصوص أو للتعبير بلغة ما . وليس المقام مناسبا للخوض في تفاصيل ذلك . ولكن يكفينا هنا التمييز بين معاجم الألفاظ والتعبيرات الاصطلاحية والأمثال من جهة ، وكلها أدوات معينة في فهم النصوص المسموعة والمقروءة . ثم هناك معاجم المعاني والمترادفات thesauri/ dictionaries of synonyms ، من جهة أخرى ، وهي أدوات معينة في التعبير والترجمة ، حيث تساعد الباحث في التعرف على الألفاظ الدقيقة المناسبة للتعبيرعن فكرة ما . 
وهناك عدد من معاجم الألفاظ العربية والأجنبية المحوسبة التي يستطيع المترجم الاستفادة منها . بل إن بعض برامج تنسيق النصوص تتوافر بها مكانز(معاجم مترادفات) .
3. 22.  المعاجم ثنائية اللغة :
يميل البعض إلى تسمية هذا النوع من المعاجم بالمعجم الإلكتروني وهو معجم محوسب ، أي قاموس ثنائي اللغة (غالبا)  يقدم للمترجم المقابلات اللفظية بين اللغات المخزونة في ذاكرة الحاسوب . وتتوافر في الأسواق أعداد من هذه المعاجم في صورة أقراص للاستعمال علي الحواسيب الشخصية أو في صورة حواسيب بحجم الكف تقريباً (لنسمها حواسيب الجيب) . وهي في تطور مستمر من حيث النوع وحجم مخزوناتها. فبعضها لايكتفي بتقديم الألفاظ ومقابلاتها بل تقدم كذلك بعض التعبيرات والجمل الشائعة ومقابلاتها في اللغة الأجنبية . كذلك نجد أن بعض حواسيب الجيب تتيح إمكانية إضافة ذاكرات إضافية (في صورة شرائح  ؤchips ) لألفاظ أو مصطلحات متخصصة في حقول المعرفة المختلفة .
وجدير بالذكر أن بعض برامج تنسيق النصوص متعددة اللغات أو ثنائيتها توفر معجما آليا ثنائي اللغة لمستخدميها ، إضافة إلى التدقيق الإملائي .
وينبغي أن نشير إلى أن هناك أعدادا كبيرة من المعاجم المتاحة على الإنترنت ، وفي الهواتف الذكية كذلك.
3 .2 . 3. المكنز (معجم المترادفات) الآلي :
يتوفر مع كثير من برامج تنسيق النصوص المكنزthesaurus الآلي حيث يقدم للكاتب والمترجم المرادفات ليختار الأصح أو الأنسب منها. كما أن هناك معاجم متوافرة لهذا الغرض.
4. معينات حاسوبية أخرى:
4 . 1. منسق النصوص :
اما الأسلوب الرابع من  أساليب الاستفادة من الحاسوب فهو الاستعانة بمنسق النصوص أو معالج الكلمات word processor ، وهو نظام حاسوبي يكتب به المترجم النصوص المترجمة ، بدلا من الآلة الكاتبة (الراقنة) . ومن حسناته أنه يتيح لنا أن نعدل في النص بسهولة ويسر. ومن المعلوم أنه باستخدام منسق النصوص يمكننا أن نضيف كلمات أو أسطرأو فقرات كاملة  أونحذفها وأن نقدم أونؤخرما نشاء  بطريقة سهلة ميسورة جدا . هذا بالاضافة إلى أنه يمكننا استخدام منسق النصوص أحيانا بطريقة توفر عملية صف الحروف ؛ فبعض برامج تنسيق النصوص تسمح لنا بأن نأخذ الترجمة من الحاسوب إلى المطبعة  مباشرة . وذلك بالإضافة إلى أنظمة "النشر المكتبي" التي تتيح للمترجم تجهيز النص المترجم للنشر مباشرة ، وذلك بطبع الترجمة بطابعات الليزر ، دون الحاجة إلى  دور الطباعة ، إذا كانت عدد النسخ محدودة .
ومنسقات النصوص أنواع من حيث إمكاناتها .  فهناك منسق للنصوص ذو شاشة مشطورة- بمعنى أن المستخدم له أن يجعل الشاشة مقسومة إلى نصفين نعرض في النصف الأول النص الأصلي وفي النصف الآخر النص المترجم ، حتى يمكن للمترجم أن يشاهد النصين معا. وأحيانا يكون الشطر أفقيا بحيث يعرض النص الاصلي في النصف العلوي وتكتب الترجمة في النصف السفلي مما يتيح المقارنة بين النصين لكي نتعرف على دقة الترجمة . غير أن هذه الأنظمة قليلة وليست متوافرة دائما.
إضافة إلى ماذكرنا نجد أن عددا من برامج تنسيق النصوص توفر إمكانات أخرى مفيدة للكاتب والمترجم ، من أهما مايلي :
4.  1.  1. التدقيق الإملائي:
من المعروف أن عددا من برامج تنسيق النصوص في اللغات الاوربية والعربية مدمج بها برامج التدقيق الاملائي spell checker . فهي تتيح للمترجم نصه المترجم آليا فيقوم بتصحيحها . بل إن بعضها يقوم بالتنبيه إلى الأخطاء الإملائية أثناء الكتابة وتقدم المقترحات للتصويب إذا طلبنا منها ذلك.
4 . 1 . 2.  التدقيق النحوي والأسلوبي :
تتوفر حاليا لبعض اللغات برامج حاسوبية للمراجعة أو التصحيح النحوي والأسلوبي   ، حيث ينبه البرنامج المترجم أو الكاتب إلى الأخطاء النحوية والأسلوبية ، بل وقد يقترح بعض التصويبات الممكنة ، ويعتبر المصحح النحوي الآن جزءا من بعض برامج تنسيق النصوص المعروفة .
4.  1. 3. برمجيات قواعد البيانات ، مثل Access والحسابات ، مثل Exel وتفيد هذه المؤسسات والأفراد في إعداد معاجم أو مسارد glossaries خاصة بالمؤسسة أو شخصية ، مما يحتاج إلى الرجوع إليه بصورة متكررة . وتتيح هذه البرمجيات إمكانية ترتيب المصطلحات ومقابلاتها في أي من الاتجاهين (اللغة الأولى أوالثانية) ، إضافة إلى تصنيف المصطلحات حسب الموضوعات ، مع إضافة أية معلومات أخرى ، مثل التعريف أو المصدر ... مما يتيح لنا بناء بنوك مصطلحات خاصة بالفرد أو المؤسسة .
4.1.4 نظام الإملاء الحاسوبي :
حيث إن بعض المترجمين المتمرسين لا يحسنون الكتابة على الحاسوب بالسرعة المطلوبة ، فهم يلجؤون إلى الإملاء ، حيث يقوم ناسخ محترف بكتابة النص من النص الشفوي . ونجد أن الحاسوب يقدم خدمة ممتازة لهذه الفئة من المترجمين في صورتين :
(أ) برنامج التسجيل الصوتي الحاسوبي : وهو نظام مطور لما كان يعرف بالدكتافون               dictaphoneالذي يستخدمه بعض المديرين والمترجمين المحترفين في تسجيل ترجمتهم صوتيا ، ليتم تحويله في وقت لاحق إلى نص مكتوب أو مطبوع . أما دور الحاسوب في التطوير فهو أنه يسمح للمترجم أن يجري التعديلات صوتيا على جهاز الإملاء ، من حذف وإضافة وتعديل دون تأثير على بقية النص ، تماما كما يتم التعامل مع منسق النصوص المكتوبة المذكور أعلاه . إضافة إلى ذلك يسمح البرنامج المذكور للمترجم أن يسجل النص في حاسوب موجود على بعد مئات أوآلاف الأميال من مكانه.  وهذه إمكانات لم تكن متاحة مع أجهزة التسجيل  الصوتي التقليدية . 
(ب) الإملاء الآلي : وهو برنامج حاسوبي يحول اللغة المنطوقة مباشرة إلى لغة مكتوبة ، مثل برنامج Dragon الذي يعمل مع اللغة الإنجليزية . ولابد لنا هنا من التنويه أن ذلك يتطلب أن يكون نطق المملي جيدا وصحيحا حتى يقوم البرنامج المذكور بعمله بصورة جيدة . لذلك نجد أن البرنامج المذكور له صورتان أساسيتان : إحداهما للإنجليزية الأمريكية وأخرى للبريطانية .  إضافة إلى ذلك يتيح البرنامج إمكانية التكيف مع لغة المستخدم ، حيث يتم "تدريب" البرنامج على نطق المستخدم وصوته ليتعرف عليهما مستقبلا .
4. 2.  البريد الإلكتروني :
تلجأ كثير من المؤسسات الكبيرة إلى نظام "المترجم  المستقل freelance " الذي تتعاقد معه طبقا للاحتياجات ، بدلا من توظيف عدد كبيرمن المترجمين لديها بصورة دائمة . كما تعمد بعضها إلى الاستعانة بمكاتب الترجمة . في مثل هذه الحالات ترسل إلى المترجم  أو مكتب  الترجمة  المواد المراد ترجمتها ، وتعاد بعد الترجمة إلى المؤسسة . هنا نجد أن من الوسائل الناجعة لتبادل المعلومات وأكثرها اقتصادية نظام البريد الإلكتروني ،  غير أن ذلك يتطلب ارتباط كل من الأطراف المعنية بشبكة حاسوبية .( وهو أمر أضحى أكثر شيوعا مع انتشار استخدام شبكة الإنترنت) .
تقويم أنظمة الترجمة الآلية:
يتحدث أرتورو تروخييو Arturo Trujillo في كتابه عن الترجمة الآلية عن فئات المعنيين بتقويم الترجمة الآلية ، وهم الباحثون وممولو الأبحاث والمطورون والمشترون والمترجمون والمستقبلون (للنص المترجم) .  أما ما يهم المترجم فيشمل:
-  الجوانب التشغيلية والتفاعلية مع نظام الترجمة وسهولة الاستخدام ،
-  إمكانات التنقيح المسبقة واللاحقة.
- نوع الأخطاء اللغوية. ويذكر مثالا على ذلك ترجمة قائمة المصطلحات بين الإنجليزية والأسبانية ، فإذا كان نظام الترجمة مثلا يغفل إضافة أداة التعريف للمصطلحات الأسبانية فإنه سيكلف المترجم جهدا كبيرا لإضافة أداة التعريف المناسب لكل مصطلح (جدير بالذكر أن الأسبانية تتطلب مطابقة بين أداة التعريف والاسم من حيث التذكير والتأنيث والإفراد والجمع) .
- سهولة إضافة المصطلحات واستقبالها وتصديرها .
- إمكانية قراءة النصوص بصيغ formats.
- توافر الخدمات المساندة .
- إمكانية الاتصال بمستخدمين آخرين للنظام . (Trujillo, 1999: 251-256).
- ويمكننا أن نضيف الجهد المطلوب لتهيئة النظام للعمل والاستفادة منه. فالترجمة الآلية مثلا لا تتطلب جهدا خاصا للاستفادة منه مباشرة ، ولو أنه قد يحتاج إلى تحديث أوزيادة في معجمه العام أو الخاص. أما ذاكرة الترجمة فتتطلب جهدا كبيرا قبل الاستفادة منه، كما نبين في موضع آخر من هذه الورقة.
تقويم الترجمة :
يذكر الباحث المذكور ثلاثة أساليب لتقويم الترجمة ، هي:
أولا:  سهولة الفهم أوالمفهومية  intelligibility:
 ويقصد بها وضوح النص المترجم من حيث وسلاسة أسلوبه ، بغض النظرعن دقته في نقل معاني النص الأصل. وهناك عدة طرق لعمل ذلك .
(أ‌) التقويم الإجمالي:  واقترح بعضهم سلما من أربع درجات لتقويم ذلك ، بينما اقترح آخرون عشر درجات لذلك ، تبدأ من "غير مفهوم أبدا" إلى "مفهوم تماما". أما السلم الذي يستخدم كثيرا فهو السلم الذي اقترحه ناغاو وآخرون Nagao et al. (1988) والذي يتكون من خمس درجات:
"1. معنى الجملة واضح , وليست هناك تساؤلات. كما أن النحو واستعمال الألفاظ و/أو الأسلوب كلها مناسبة ، ولا تحتاج إلى إعادة صياغة.
2. معنى الجملة واضح ، وليس هناك تساؤلات ، ولكن هناك مشكلات  في النحو واستعمال الألفاظ و/أو الأسلوب كلها مناسبة ، مما يجعل المستوى الإجمالي أقل من 1.
3. المعنى الأساسي للجملة واضح , ولكنك لست متأكدا من بعض التفاصيل نتيجة لوجود مشكلات في النحو واستعمال الألفاظ. وستحتاج إلى أن تنظر في الأصل لاستيضاح المعنى.
4. الجملة بها الكثير من المشكلات النحوية وفي استعمال الألفاظ ، ولا يمكنك سوى تخمين المعنى بعد دراسة كافية للنص .
5. لايمكننا فهم الجملة على الإطلاق.
حيث أن السلم المذكور يفتقر إلى الموضوعية ، فما يصنفه أحدهم 1 قد يصنفه آخر 2. وللتقليل من عامل الذاتية يقترح وجود أكثر من مقوم ، وتجمع الدرجات التي يعطيها هؤلاء المقومون  ويستخرج متوسط الدرجات.
(ب‌) هناك أسلوب آخر لتقويم سهولة الفهم ، وهو اختبار التتمة cloze test ، حيث تحذف كلمات من النص . ثم ننظر في مدى الارتباط بين الكلمات المحذوفة والكلمات المقترحة من حيث قسم الكلام والمعنى ، لنستدل على مفهومية النص
(جـ) وهناك إمكانية اختبارات الاستيعاب comprehension ، حيث يعطى النص لبعضهم ويجيبون بعد قراءته على أسئلة الاستيعاب المعروفة <مثل الاختيار من متعدد أوصحيح /خطأ/ لاأدري...>" (Trujillo, 1999: 258-9).
ثانيا : الدقة accuracy :
 يقول تروخيو:"بعد قياس مفهومية النص نقوم بقياس دقة الترجمة ... فالجملة المفهومة تماما قد لا تعكس المعنى الصحيح للنص الأصل نتيجة لخطأ في تفسيره. وهناك عدة وسائل لذلك ، منها:
(أ‌)  تقديم مجموعة من الجمل في نص أصل مع مقابلاتها للمقومين، مع سلم لتقويم دقة الترجمة . ويقترح ناغاو وآخرون (1988) السلم التالي ذي السبع درجات لتقويم الدقة ، نعرضها أدناه مع شيء من التعديل:
1. تم نقل معنى الجملة الأصل بأمانة ، كما أن الجملة المترجمة واضحة للناطق الأصلي باللغة الهدف، وليس هناك حاجة لإعادة الكتابة.
2. تم نقل فحوى الجملة الأصل بامانة إلى اللغة الهدف ، والترجمة مفهومة للمتحدث بها، ولكن هناك حاجة إلى المراجعة.
3. تم نقل فحوى الجملة الأصل بأمانة في اللغة الهدف ، ولكن هناك حاجة إلى تغييرات على مستوى النحو (ترتيب الكلمات).
4. على الرغم من أن جملة النص الأصل تم نقلها بأمانة بشكل عام في اللغة الهدف ، هناك مشكلات مثل العلاقة بين التعبيرات والتعابير phrases and expressions وبالزمن النحوي وصيغ الجمع ومواقع الظروف . كما أن هناك تكرار لبعض الأسماء في الجملة.
5. لم يتم نقل فحوى الجملة الأصل بصورة مناسبة في اللغة الهدف. فهناك عبارات ناقصة ، كما أن هناك مشكلات في العلاقات بين مكونات الجملة الرئيسة  clauses وبين هذه والعبارات phrases أو بين عناصر الجملة.
6. لم يتم نقل فحوى الجملة الأصل .
7. لم يتم نقل فحوى الجملة الأصل على الإطلاق. كما أن النتيجة ليست جملة تامة ، فالمسند أو المسند إليه ناقص...
"مرة أخرى ، نجد أن هذا السلم لايمكن تطبيقه بصورة موضوعية ، حيث إن ذلك يعتمد على مدى صرامة المقومين.
(ب‌) هناك أسلوب آخر في قياس دقة الترجمة .  ويكمن في تقويم الأداء العملي لترجمة الكتب الإرشادية ، حيث ننظر في مدى قدرة قارئ الترجمة على تطبيق التعليمات عمليا. ...
(جـ) كما أن هناك طريقة أصعب من السابقتين، وهي الترجمة العكسية ، أي إعادة ترجمة النص المترجم إلى اللغة الأصل ، ومقارنة النتيجة بالنص الأصل.
ثالثا : تحليل الأخطاء  error analysis
هناك أسلوبان رئيسيان في جمع المادة لتحليل الأخطاء ، هما المادة التلقائية spontaneous data والمادة المستنطقة elicited data. ونجد في الدراسات العربية الخاصة بالترجمة الآلية تطبيقا لهذين الأسلوبين.
أولا: أسلوب الدكتور داود عبده (وهو لساني عربي معروف) ، حيث استخلص الباحث الأخطاء عن طريق اختبار ثلاثة أنظمة ترجمة آلية بترجمة بعض العبارات والجمل التي توقع حدوث أخطاء فيها في ضوء مقارنة بين العربية والإنجليزية. ونورد ملخصا لدراسة داود عبده أدناه.
أهم أخطاء الترجمة الآلية :
1- عدم اكتشاف العلاقة بين كلمتين:
أ‌- هي طالب
ب‌- أختي ليست طالبا
ت‌-  هذة البنات لسن مدرسين . هم طلاب.
ث‌- هؤلاء البنات لسن معلمات. هم طلاب
ج‌- عمر وسامي طالب.
ح‌- عمر وسامي ...هم يدرسون.
خ‌- هذا هو الطالب تقريبا من تكلمت This is the student about whom I talked
د‌- سيارتك أفضل من المنجم mine
ذ‌- هل قرأت هذا الكتاب؟ نعم قد / نعم عندي
ر‌- ساذهب إذا أنت س .
ز‌- قابلت أخاه ، الأب والأخت .
س‌-  فرأت كتابا الذي اشتريت أمس.
ش‌- نسي هذا طالب كتابه.
ص‌- هذا صديق لملكك ليس طالبا This friend of yours
ض‌- هذا أخذ مكانا (حدث)  took place
ط‌-  ماذا على الأرض What on earth...?
ظ‌- ضع الضوء على Turn the light on.
ع‌- كان معلم ، أكلت كثير ، خمس دقائقا .
غ‌- جاء الطالبان الذين ... الطالباتت الذين ...
2- المطابقة بين المبتدأ والخبر في التذكير والتأنيث ، كما في الأمثلة (أ) و (ب) و(ت) أعلاه.
3- عدم ملاحظة العلاقة بين الجمل (تعتبر كل جملة منفصلة تماما عن سابقتها)  كما في المثالين (ت) و(ث).
4- عدم التنبه إلى الأخطاء الإملائية الواضحة (Omar and Sami are student  حيث ترجمت "عمر وسامي طالب".
5- معاملة المثنى جمعا، كما في المثالين (ج) و(غ).
6- الترجمة الحرفية أحيانا للمسكوكات (العبارات الاصطلاحية) ، كما في الأمثلة (خ) و (ض و)ط) و(ظ).
7- الترجمة الحرفية مخالفا لقواعد العربية ، كما في المثال (ص).
8- مشكلة السياق اللفظي ، كما في المثال (د) .
9- مشكلة العبارات المحذوفة لفظا ، مع وجودها معنى ، كما في الأمثلة (ذ) و (ر) (ز).
10- وجوب حذف الاسم الموصول في العربية بعد النكرة، كما في المثال (س).
11- إضافة أداة التعريف قبل المشار إليه ، كما في المثال(ش) .
12- أخطاء إعرابية  ، كما في المثالين (ع) و(غ).
13- المطابقة بين الاسم والاسم الموصول الذي يرتبط به ، خصوصا في التثنية والتذكير والتأنيث.
الأسلوب االثاني:
أما الأسلوب الثاني فهو ما اتبعه الدكتور إلهام عفيفي الذي قام فيه بتحليل الأخطاء التي وردت في ترجمة نص  كامل من الإنجليزية إلى العربية حاسوبيا ، أي أنه اعتمد على المادة التلقائية .
أهم الأخطاء عند إلهامي عفيفي:
1- الخطأ في الحركات الإعرابية ("... تمثل تجمع ضخم، أن  هناك أنواع..."
2- المطابقة بين الفاعل والفعل ("المرحلتان الرابعة والخامسة تهدف إلى ..." "مهما اختلف مستويات..."، "كما أن استخدام عينتين عشوائيتين يؤديان..." ) الأخير قد يكون له مايفسره.
3- إغفال تفضيل العربية للبدء بالفعل ("نماذج التقويم تصف ...")
4- استخدام عبارات وصفية غير مستساغة بدلا من عبارات تتضمن شبه الجملة ("ندوات تقويمية" بدلا من "ندوات عن التقويم".
5- "ترجمة عبارات ترجمة حرفية خطية" ("محك الإتقان التحصيل المقرر" بدلا من "محك إتقان التحصيل في المقرر" <زيادة ال التعريف>.
6- "استخدام ألفاظ أو عبارات غير مستساغة ، مثل ("رجال العمل الاجتماعي" بدلا من "الأخصائيون الاجتماعيون"
7- تعريب الكلمات الأجنبية التي لامقابل لها في معجم البرنامج .
8- عدم الاطراد في استخدام المقابلات المترادفة أو شبه المترادفة ("اختبار / قياس) لكل من test, measurement).
9- "عدم إضافة لفظ لم يرد في جملة من جمل النص الأصل وإنما يفهم من سياق النص ولا تستقيم الترجمة بدونه" ("تلك تستحق التسجيل" بدلا من "تلك الظاهرة تستحق التسجيل").
10- "أما عن قصور الترجمة الآلية من حيث الأسلوب ، فإنها كثيرا ما تأتي بجمل وفقرات ضعيفة في لغتها وصياغتها ، فتبدو للقارىء كلمات مرصوصة لا رابط بينها..." (عفيفي : 398)
11- مشكلة المصطلحات والمختصرات ("( IRT, SEP.
12- "القصور الشكلي في الترجمة الآلية :
13- "عدم الربط بين الجمل والفقرات في النص العربي (مثل و ، ف, ثم ، ومن ثم ...) لاكتفاء الإنجليزية بعلامة الوقف – النقطة- دون الحاجة إلى أداة ربط في الجملة التالية.
14- عدم ملاحظة معاني بعض علامات الترقيم في الإنجليزية (مثل الفاصلة عند التعداد والتي يجب أن تترجم واوا ، استخدام الواصلة (-) في الإنجليزية أحيانا بين العبارات الوصفية المركبة ، في حين أن اللغة العربية تعبر عن مثل هذه التركيبات بمضاف ومضاف إليه ." (400).
15- عدم ملاحظة استخدام الإنجليزية لبعض الأبناط لعناوين الكتب والدوريات   ، وتجاهل ذلك عند الترجمة ("يذكر بلوم في انغلاق العقل الأمريكي" بدلا من يذكر بلوم في كتابه "انغلاق العقل الأمريكي").
تعليقات على استخدام الأخطاء في تقويم الترجمة:
عند النظر في الأخطاء اللغوية ، يمكننا أن نصنفها من حيث أهميتها في ضوء عدة معايير، أهمها مايلي:
- أخطاء كلية وأخطاء جزئية (محلية local) .
- أخطاء تؤثر في الفهم وأخطاء تسبب الإزعاج للقارىء.
- أخطاء تتعلق بشيوعها أو شيوع القواعد التي تخالفها ، وأخطاء غير متكررة أو أخطاء لاتخالف قواعد شائعة في اللغة. (انظر مثلا: Carl James).
كذلك يمكننا أن نصنف الأخطاء من حيث نوعها اللغوي إلى عدة فئات ، يهمنا منها مايلي:
أولا -أخطاء نحوية تركيبية :
أ‌- تؤثر في معنى الجملة والنص ، مثل تغيير مكان الفاعل أو المفعول به مما يعكس الوظيفة النحوية للكلمة (خاصة في غياب التشكيل). كذلك مطابقة الصفة لكلمة غير الموصوف الحقيقي في الجملة (كما في عبارة "مدير المحطة الجديد." فهي صحيحة إن كان الموصوف هوالمدير وليست المحطة ولكنها خاطئة إن كان المقصود بالجديد المحطة.) ومن أمثلة ذلك أيضا ما يسمى الاستعمال المعكوس لبعض الأفعال (مثل "يعجبني التلميذ المجتهد" مقابل "أعجِب التلميذ المجتهد" و"فاتني القطار" – ينظر مقابلاتها في الإنجليزية لفهم المقصود من هذه الملاحظة.)
ب‌- قد لاتؤثر على المعنى على الرغم من إخلالها بقواعد اللغة ، مثل غياب بعض جوانب المطابقة بين الصفة والموصوف (من حيث التذكير والتأنيث والعدد) مالم يكن هناك أكثر من موصوف واحد . ومثل ذلك غياب المطابقة بين الفعل والفاعل من حيث التذكير والتأنيث والعدد ، مثل "العمال يحفر" ، فهذه كلها لاتعيق فهم المعنى المقصود من الجملة (وهو ما نسمعه عادة في لغة العجم عندما يتحدثون بالعربية الهجين).
ثنيا : أخطاء معجمية :
أ‌- استخدام الألفاظ الخاطئة.
ب‌- استخدام التعبيرات الاصطلاحية الخاطئة .
ت‌- الخطأ في المصاحبات اللفظية ، مثل "رأب الكسر" بدلا من "رأب الصدع"
مما لاشك فيه أن الأخطاء المعجمية تعيق الفهم أو تؤدي إلى فهم خاطئ للمقصود ، فهي التي تحمل العبء الدلالي الأساسي للجملة .
ثالثا: أخطاء تداولية:
يقصد بذلك استعمال الجملة أو العبارة في غير محلها ، من حيث المقام ، مثل عبارة "فضيلة مدير المدرسة " (مالم يكن شيخا فعلا). وهذا النوع قد لايعيق الفهم ، ولكنه يسبب إزعاجا أو تسلية للقارئ أو السامع.
رابعا: أخطاء في ربط الجمل :
أ-  عدم الربط بين الجمل والفقرات في النص العربي (مثل و ، ف, ثم ، ومن ثم ...) نظرا لاكتفاء بعض اللغات مثل لإنجليزية بعلامة الوقف – النقطة- دون الحاجة إلى أداة ربط في الجملة التالية.
ب استعمال أداة الربط الخاظئة بين الجمل أو العبارات ، مثل "بناء على ذلك ، من ثم ، لأن ، لكن ..."  ولاشك أن مثل هذا الخطأ قد يؤدي إلى خطأ في الفهم أو إلى صعوبة فيه.
خامسا: أخطاء شكلية :
تشمل الأخطاء الإملائية وبعض الأخطاء في علامات الترقيم . ولكن يلاحظ  أن بعض الأخطاء الإملائية قد تؤدي إلى خطأ معجمي ,

مقترحات لتنقيح النصوص المترجمة آليا:
حيث إنه ثبت أن لاتوجد ترجمة عالية المستوى لنظام تام الآلية Fully Automatic High Quality Translation (FAHQT) ، كما ذكر أحد منتقدي الترجمة الآلية منذ عدة عقود. وأنه باستثناء أنظمة الترجمة المتخصصة (مثل نظام ترجمة  أخبار الطقس في كندا  Meteoونظام ترجمة قضايا النسيج Titus IV) ، لابد للنص المترجم آليا أن يخضع للتنقيح والمراجعة ، فنورد أدناه المعايير الخاصة بذلك التي أوردها برايان موسوب  Brian Mossop في كتابه (التنقيح والمراجعة للمترجمين Editing and Revising for Translators) ، هي:
1- الدقة (الأمانة في نقل المعنى المقصود)
2- الاكتمال (عدم الزيادة أو النقصان)
3- المنطق (غياب المتناقضات والمستحيلات العقلية)
4- الحقائق (صدق الوقائع والمعلومات )
5- السلاسة (في الأسلوب وسهولة قراءة النص)
6- المناسبة للقراء والمستفيدين (تكييف النص المترجم لنوعية القراء الموجه لهم).
7- اللغة الخاصة (مناسبة اللغة لنوع النص)
8- الجانب العرفي (مراعاة السلامة الأسلوبية والاستخدام اللغوي)
9- الآليات (الصحة النحوية والإملائية وفي علامات الترقيم...)
10- الشكل العام (توزيع الفقرات والجداول وتنظيمها)
11- الطباعة واستخدام الأبناط
12- التنظيم (ترتيب الققرات والهوامش والإحالات وترقيمها وطريقة كتابة العناوين الرئيسة والفرعية ...).
مما لاشك فيه أن هذه المعايير تنطبق على كل من الترجمة البشرية والآلية ، ولكن أهميتها أكبر في النصوص المترجمة آليا نظرا لكثرة الأخطاء الواردة فيها وللحاجة إلى تكييفها كي تلائم الغرض الذي تتم  له الترجمة ، مما لايمكن أن يقوم به سوى المترجم البشري المتمرس.
الخاتمة:
يتضح لنا مما سبق أن للحاسوب دورا كبيرا في خدمة الترجمة والمترجمين ، وأن الترجمة الآلية لها مكانها في نقل المعرفة الإنسانية إلى شتى أصقاع الأرض . ولكننا لا نستطيع أن نعطي رأيا قاطعا في الإمكانات المتاحة حاسوبيا ، لأن ذلك يعتمد على عدة عوامل منها نظام الترجمة الآلية وطبيعة عمل المترجم أو المؤسسة التي يعمل بها وحجم العمل ونوعه . ولكن يمكننا القول بأنه في ضوء ما نشاهد من الترجمة الناتجة من الترجمة الآلية ، ليس هناك احتمال بأن يحتل الحاسوب مكان المترجم الجيد في المستقبل المنظور.
 
 
 
 
 
المراجع
الحميدان ، عبدالله (1998) الترجمة الآلية. في : ندوة تعميم التعريب ...، 323-376.
صيني ، محمود إسماعيل . "الترجمة الآلية ونقل المعلومات":   المجلة العربية (الرياض) ع78 ، 1984م ، 78- .79
------------- . "الترجمة: معيناتها ووسائلها": الفيصل (الرياض)ع121 ، 1986م ، 4.-.43
-------------  "المعاجم في الترجمة الآلية" في:  اللسانيات العربية والإعلامية. تونس :مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، 1989م ، 183- .196
-------------. "الترجمة الآلية:  إمكاناتها وحدودها": المجلة العربية للثقافة (تونس) ، ع 21 (سبتمبر) 1991م ، 132- .144
-------------. "بنوك المصطلحات الآلية والمعاجم الألكترونية": السجل العلمي للندوة الثانية لتعريب الحاسوب (27- 3. مارس 19994م) ، 311- .334
-------------. "الترجمة الآلية واللغة العربية":  مجلة التواصل اللساني (فاس) مج 6 ، ع1- ،2 1994م ، 83- .87
-------------. "الحاسوب والترجمة":  مجلة التواصل اللساني (فاس) مج3 ، 1996م ، 91- ،1..
-------------. "التطورات الحديثة في الترجمة الآلية" في: ندوة التعريب والحاسوب. دمشق :  الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية  ، 1996م ، 144- .169
-------------. "الحاسوب في خدمة الترجمة والتعريب (1/2)" : الثقافية (لندن) ، س 6 ، ع 2. (أبريل/ مايو 1999م ) ، 68- .71
-------------. "الحاسوب في خدمة الترجمة والتعريب (2/2)" : الثقافية (لندن) ، س 6 ، ع 21 (يوليو/ أغسطس 1999م) ، 72- .76
------------- وعبدالرزاق العاني (تحرير) .  دراسات في الترجمة الآلية (أبحاث ندوة) . الرياض : مدينة المك عبد العزيز للعلوم والتقنية، 1986م.
------------- (2000) "الاتجاهات المعاصرة في حركة الترجمة في العالم" في : مركز دراسات الوحدة العربية . الترجمة في الوطن العربي :نحو إنشاء مؤسسة عربية للترجمة ( بحوث ومناقشات الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية). بيروت : المركز ،صص 135- .172
عبده ، داود (2010). في اللغة والحاسوب : الترجمة وتدقيق الإملاء بين الإنسان والآلة . عمان: دار جرير للنشر والإعلام.
عفيفي ، ، إلهامي (1998) "آفاق الترجمة الآلية وقصورها" في : ندوة تعميم التعريب ...، 377-404.
ندوة تعميم التعريب وتطوير الترجمة في المملكة العربية السعودية المعقودة في رحاب جامعة الملك سعود في الفترة من 2-3 جمادى الآخرة ، 1419هـ  (22-23 ديسمبر 1998م.) الرياض : جامعة الملك سعود.
Masterman, M (2003). "Mechanical Pidgin Translation" in: Nirenberg, S., Somers and Wilks, Y.(eds., 2003). Readings in Machine Translation. Cambridge, MA: MIT Press, 177-192.
Mossop, Brian (2007) Editing and Revising for Translators. 2nd Edition. Manchester: St Jerome Publishing.
Nagao, M, Tsujii, J and Nakamura, J (1988). "The Japanese Government Project for Machine Translation" in: Slocum (Ed.) (1988). Machine Translation Systems. Studies in Natural Language Process. Cambridge: CUP,  141-186.
Trujillo, Arturo (1999). Translation Engines: Techniques for Machine Translation. London and Berlin: Springer-Verlag.
 

هناك 23 تعليقًا:

  1. هل يمكن أن أحصل على هذه المراجع التي اعتمد عليها المؤلف؟

    ردحذف
  2. تجميع محوسب في المملكة العربية السعودية

    أفضل وأشمل واحدث تدريب على اختبارات القدرات والتحصيلي و ستيب - STEP قياس كمي , لفظي والإنجليزي..تجميعات الأسئلة الشائعة.


    to get more - https://qiyas.online

    ردحذف
  3. أفضل وأشمل تدريب على اختبارات القدرات والتحصيلي و ستيب - في المملكة العربية السعودية STEP , قياس كمي , لفظي والإنجليزي..تجميعات الأسئلة الشائعة


    nc qiyas.online

    ردحذف