اللغة العربية ومنزلتها بين لغات العالم
د/ محمود إسماعيل صالح
أستاذ اللسانيات التطبيقية
المقدمة:
يتحدث اللسانيون الاجتماعيون ، خاصة المهتمون منهم
بالتخطيط اللغوي، عن عوامل وصفات عدة تؤثر في أهمية اللغة ومكانتها ومبررات اختيارها
لغة رسمية في أي بلد أو منطقة معينة ، يمكننا أن نوجزها في النقاط الثماني عشرة التالية ، مع
توضيح علاقة كل منها ومدى تطبيقه على اللغة العربية. من ثم نستطيع أن نحكم بصورة
موضوعية على مكانة اللغة العربية في العالم ، مقارنة باللغات الأخرى.
أولا:
العوامل المؤثرة في مكانة اللغة:
1- خصائص اللغة اللسانية:
أ- النظام الصوتي للغة:
من المعروف
أن اللغة العربية إحدى اللغات السامية العريقة . ويتميز نظامها الصوتي بالصفات
التالية:
-
عدد أصواتها : أربعة وثلاثون صوتا ، منها ثمانية وعشرون
صامتا أو شبه صائت وستة صوائت أو حركات (ثلاث قصيرة وثلاث طويلة) . وفي رأيي أن
عدد الصوامت أهم من عدد الصوائت ، ممانجده في كثير من اللغات (الإنجليزية مثلا) ،
حيث إنها تحمل لب المعنى في الألفاظ ومنها يكون الاشتقاق.
-
التشديد والتنوين ودورهما الصرفي والنحوي
-
جدير بالذكر أن اللغة العربية تستخدم كامل النطاق النطقي
للإنسان ، حيث تستغل أصواتها النطاق الذي يبدأ من أقصى الحلق (الحبال الصوتية )
إلى الشفتين ، كما تضيف إلى ذلك ظاهرة لا تكاد تعرف في اللغات الأخرى المشهورة ،
وهي ظاهرة الإطباق الذي يؤدي إلى التمييز بين السين والصاد والتاء والطاء مثلا.
-
من هنا يمكننا الزعم بوجود خصائص صوتية أو نطقية ممزة
للغة العربية.
-
من الجانب فوق القطعي ، نجد أن العربية مثل معظم لغات
العالم المعروفة لغة تنغيمية intonation
language (أي الاختلاف في طبقة
الصوت pitch يؤثر في معنى الجملة ،
لا على مستوى الكلمة كما هوالحال مع الصينية والفيتنامية مثلا). وتستخدم العربية
أربعة طبقات من الصوت وثلاثة أنواع من الوقف الجملي للتعبير عن معاني مختلفة أو
لأداء وظائف لغوية مختلفة ، كالإخبار والاستفهام والتعجب والاستمرار في الكلام وما
شابه ذلك. كقولنا: "محمد طالب جامعي" على وجه الإخبار فيكون النمط
التنغيمي: متوسط-مرتفع-هابط ووقفة هابطة .
أما إذا أردنا الاستفسار فيختلف النمط التنغيمي ليصبح :
متوسط-مرتفع مع وقفة صاعدة. وكما هو معروف ترتفع طبقة الصوت المرتفعة خاصة درجة أو أكثر للتعبير عن التعجب أوالاستغراب.
عند رغبتنا في الاستمرار في الجملة أو العد ، غالبا ما
نلجأ إلى استخدام النمط التنغيمي : متوسط- مرتفع-متوسط مع وقفة معلقة suspended juncture ، وذلك لكي يتابع
السامع كلامنا ويعرف أن العبارة لم تنته بعد.
كذلك نجد أن العربية تستخدم كلا من نبر الكلمة ونبر
الجملة في الكلام المنطوق .مثلا نجد أن كل كلمة منبورة تبعا لقواعد معلومة ، كنبر
المقطع الأول من الكلمة إن كانت مقاطعها قصيرة (كما في كَ-تَ-بَ). ويقع النبر على
المقطع الطويل (به صائت طويل أو صامتين متتابعين (كما في مَ-كا-ن ، أو مَ-صِرِ-ف)
... إلى غير من القواعد المعروفة (انظر داود عبده ...) . أما على مستوى الجملة ،
فنجدها ننقل النبرة من كلمة إلى أخرى حسب رغبتنا في التأكيد على أي منها (في
الجملة : اشترى زيد كتاباً جديداً ، يمكننا أن ننقل النبرة الجملية إلى الفعل أو
الفاعل أو المفعول به أو الصفة لنؤكد للسامع أيا منها.) .
(جدير بالذكر أن علامات الترقيم والاستخدام الخاص
للأبناط أو الألوان أو وضع الخط تحت الكلمة كلها وسائل كتابية للتعبيرعما يسمى
بالظواهر فوق القطعية (أو التطريزية كما يسميها اللغوي المعروف كمال بشر). كذلك
نجد أن الوزن في الشعر إنما يعتمد على أنماط توزيع نبر الكلمة.)
ب- النظام الصرفي:
ولا شك أن كل هذا يجعل اللغة العربية أغنى لغة في العالم
حسب علمنا من حيث إمكاناتها وصيغها الصرفية ، مما يتيح لها التعامل بسهولة مع
الحاجات المستجدة لألفاظ جديدة لإثراء معجمها، وللتعبير بدقة عن المعاني المختلفة
، كما سنرى عند الحديث عن الخصائص المعجمية للغة العربية.
جـ- النظام النحوي أو التركيبي:
هذا وتؤدي ميزة العربية هذه إلى المرونة في تغيير موقع
الكلمة دون إخلال بوظيفتها النحوية ، وذلك للتعبير عن أغراض بلاغية خاصة . كذلك
نجد أن استخدام العربية لظاهرتي الترتيب والإعراب في آن واحد يؤدي إلى ما يسمى
بتكرار المعنى أو الإطناب redundancy
في علم المعلومات ، مما يساعد على وضوح المعنى في ذهن السامع أو القارىء. فالخطأ
في استخدام إحدى الظاهرتين يغطي عليه الصحة في الظاهرة الأخرى.
(ربما كان هذا من العوامل التي تمكن العربي من قراءة
النصوص غير المشكولة وفهمها دون عناء يذكر، كذلك يساعده في فهم الجمل الخاطئة
نحويا عند سماعها – كما نلاحظ عند سماع المحاضرين والخطباء الكثر للأسف ممن يلحنون
في لغتهم.)
د- النظام المعجمي:
نظرا لتاريخها الطويل الذي يمتد دون انقطاع ولكترة لهجاتها واتساع رقعة منطقة استعمالها تميزت اللغة العربية بثراء لفظي ملحوظ ، كما نرى في معاجم المعاني والمتردقات العربية ، حيث نجد عشرات بل والمئات أحيانا من المترادفات (بالأحرى أشباه المتردفات) للتعبير عن الشيء أو المفهوم الأساس الواحد. وهنا أؤكد على كلمة أساس واحد لأن معظم اللغويين قديما وحديثا لا يؤمنون بالترادف التام في اللغة ، سوى ربما في بعض المصطلحات العلمية ومسميات بعض الأشياء (مثل حاسب آلي ، حاسوب، كمبيوتر، أو جوال ، محمول، نقال ، خليوي ...).
وهناك جانب مهم آخر يجب أن نأخذه بعين الاعتبار عندما
نتحدث عن الثروة اللفظية للغة العربية ، وهي ظاهرة الاشتقاق الغني بإمكاناتها غير
المحدودة تقريبا . فكما أدرك الخليل بن أحمد الفراهيدي من تقليباته عند إعداد معجم
العين هناك جذور وصيغ كثيرة لم تسعمل (انظر حلمي موسى ...) ، من ثم تشكل معينا لايكاد ينضب للالفاظ الجديدة
والإثراء المعجمي للغة العربية.
(مقابل هذه الإمكانات الصرفية الهائلة للغة العربية نجد
أن اللغات الأوربية الحديثة تلجأ إلى الجذور اليونانية واللاتينية في صياغة معظم المصطلحات
العلمية الجديدة لضعف إمكاناتها الذاتية في ذلك.)
وجانب ثالث يجب أن لانغفله هنا ، وهو تقبل العربية
للألفاظ الأجنبية وتعريبها والاستفادة منها ، بل وإخضاع كثير منها للإمكانات
التصريفية والإشتقاقية العربية ، مما أدى ويؤدي إلى إثراء اللغة معجميا. فمنذ
العصر الجاهلي استقبلت العربية ألفاظا أعجمية ودمجتها في نسيج العربية المعجمي ،
ومن ذلك مايشار إليه بالكلمات الأعجمية في القرآن الكريم (الصحيح أنها كلمات عربية
ذات أصول أعجمية ، وليست كلمات أعجمية ، كانت متداولة في الجزيرة العربية) ، مثل
صراط ودينار ودرهم وسندس ...
هـ - البلاغة والتداولية:
ومما لاشك فيه أن البلاغة العربية بجوانبها البيانية
والبديعية غنية بإمكانات التعبير والتواصل المختلفة بشتى الصور وفي الظروف
المختلفة. ولاتقل عن أية لغة أخرى ، إن لم تبز كثيرا من اللغات ، في هذا الجانب
المهم للغة ووظيفتها التواصلية والتعبيرية.
و- نظام الكتابة العربية:
2- تاريخية اللغة وعراقتها :
(لدراسة قيمة عن تاريخ اللغة العربية ،
انظر"العربية الباقية وأشهر لهجاتها" ، خاصة "شجرة اللغات
السامية" (ص 64) في الكتاب القيم للدكتور صبحي الصالح : دراسات في فقه
اللغة. ولمزيد من المعلومات عن الخصائص اللسانية للعربية ، انظرإدريس العلمي
(2001) الذي يورد استشهادات لآراء كتاب عرب وغربيين إضافة إلى ملاحظاته الشخصية ، وكذلك
عبدالعزيزالعصيلي .)
3- استجابة اللغة
لاحتياجات الناطقين بها:
لقد أثبتت اللغة العربية القدرة على الوفاء بحاجات أهلها
طيلة القرون الخمسة عشر الماضية قبل ومنذ نزول القرآن الكريم الذي لم يدع شيئا يهم
الإنسان إلا وتحدث عنه بوضوح وفصاحة متناهية . ثم أثبتت العربية قدرتها على الوفاء
بحاجة المجتمع العربي عند احتكاكه بالشعوب الأخرى ، بدءا بتعريب الدواوين في العصر
الأموي ثم استمرارا بتعريب العلوم والفلسفة
ونقلها من اللغات الشرقية واللاتينية واليونانية على مدى قرون عديدة في
العصرالأموي والعباسي، وأخيرا في العصرالحديث ، حيث تعامل العرب مع عشرات ، بل
ربما مئات، الآلاف من المفاهيم الحضارية والعلمية .ويكفي أن نشير إلى أن مجمعا
واحدا (مجمع اللغة العربية في القاهرة) وضع ما لا يقل عن مائة ألف مصطلح إبان
الخمسين سنة الأولى من عمره.
نورد استشهادا أورده الدكتور فرحان سليم في دراسة له ،
حيث يقول:
"يقول الألماني فريتاغ : (( اللغة
العربية أغنى لغات العالم )) . "
(انظر فرحان سليم في قائمة المراجع)
4- إمكانية تطويرها ونموها:
يروي الدكتور فرحان سليم عن أحد المستشرقين : "يقول وليم ورك : (( إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها
من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر. ))
مما لاشك فيه أن إمكانات تطوير اللغة العربية والارتقاء
بها لا يحتاج إلى دليل أكثر مما ذكرنا آنفا . فاللغة العربية تمتاز بحيوية بالغة
في النمو المعجمي خاصة ، كما نلاحظ منذ بداية العصر الإسلامي الأول ، حيث نجد مئات
من الألفاظ التي أخذت منحى جديدا واكتسبت مفاهيم إسلامية جديدة دون كبير عناء.
واستمر هذا النمو خلال العصور المختلفة ، بالرغم من الفتور والوهن الذي اعترى
اللغة مؤقتا إبان عصور الانحطاط الحضاري في العالم العربي والإسلامي.
قبل أن نختم هذا القسم من الدراسة ، نود أن نورد ملاحظة
قيمة ذكرها اللغوي العربي المعروف صبحي الصالح في كتابه المذكور آنفا، حيث يقول:
"ولعل أبرز العوامل في اشتمال لغتنا على هذا الثراء
العظيم أن المهجور في الاستعمال من ألفاظها كتب له البقاء ، فإلى جانب الكلمات
المستعملة كان مدونو المعجمات يسجلون الكلمات المهجورة ، وماهجر في زمان معين كان
قبلا مستعملا في عصر من العصور... وهجران اللفظ ليس كافيا لإماتته ، لأن من
الممكن إحياءه بتجديد استعماله." (ص 339). التأكيد من عندي.
5- وسائل المحافظة عليها والارتقاء
بها:
من المعروف أن العربية تتميز بميزة فريدة من بين اللغات
في مجال حفظها . فهي محفوظة بحفظ كتاب الله الذي وعد الله بحفظه (إنا نحن نزلنا
الذكر وإنا له لحافظون) . وهذا ضمان كاف لبقاء اللغة العربية خالدة مدى الأزمان.
ولكن إضافة إلى هذه العناية الإلهية الخاصة ، هناك عوامل عديدة تساعد على الحفاظ
على اللغة العربية ، مثل التدوين والوصف الدقيقين لقواعدها والتسجيل الشامل
لألفاظها ، مما هو مبثوث في عشرات الآلاف من المتون القديمة والحديثة منذ وقبيل
الخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه . وهناك وسائل حديثة تضاف إلى المخطوط والمطبوع
، ألا وهي التسجيلات الإذاعية والتلفازية والحاسوبية . كل ذلك ولاريب يعين على
المحافظة على اللغة العربية . كذلك نجد أن انتشار استعمال اللغة في مجالات الحياة
العامة والعلمية والتقنية المختلفة سيسهم في الارتقاء باللغة وفي نموها ، إضافة
إلى عوامل النمو المختلفة التي تحدثنا عنها آنفا في الفقرة السابقة.
6- التراث الحضاري للغة:
لاشك أن اللغة العربية ، إضافة إلى كونها لغة القرآن
الكريم والحديث النبوي الشريف ، تمتاز
بالتراث الديني والثقافي والعلمي الهائل الذي لا نجد مثيلا له بين اللغات ، نظرا
لتاريخها الطويل الذي يربو على الخمسة عشر قرنا من الزمان. وقد شارك في إنتاج هذا
التراث العظيم مئات الآلاف من الكتاب والأدباء والعلماء من العرب وغير العرب ومن
المسلمين وغير المسلمين ، كتابة بها أو ترجمة إليها. وتشهد فهارس المكتبات
والمتاحف العالمية على الكم الهائل لهذا التراث الذي لا زال كثيرمنه حبيس أرشيفات
المخطوطات، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المطبوع من هذا التراث .
نقرأ في
هذا الصدد ما كتبه العلامة الراحل الدكتور عبد الوهاب عزام منذ أكثرمن نصف قرن
مايلي:
"كان العالم أو الأديب في بخاري، وسمر قند، ومرو،
وبلخ، يكتب في العلوم والآداب كما يكتب إخوانه في بطليوس وشنتبر غربي الأندلس
وشماليها وفاس تلمسان من بلاد المغرب.
ولبثت لغة القرآن قرونا مستأثرة بالعلم والأدب، ثم نشأت
الأمم الأعجمية لغات إسلامية شاركت العربية في الشعر ثم في النثر، وبقيت العربية
لغة العلوم الدينية والعقلية قرونا كثيرة بعد نشوء تلك اللغات، واستأثرت بأمهات
كتب العلم والأدب إلى قرون بعد غارات التتار التي دمرت العالم الإسلامي الشرقي في
القرن السابع الهجري. قد تحققت الأخوة الإسلامية في اجتماع المسلمين على لغة
القرآن تلك العصور، ولا تزال للغة العربية مكانتها، ويهتم بها المسلمون غير العرب
في كل بلد. ولا يزال في الأمم المسلمة غير العربية علماء وأدباء يجيدون العربية.
ونهم من يؤلف فيها. ولا يزال فيهم من يهتم بنشر الكتب العربية القديمة حتى اللغة
ودواوين قدماء الشعراء. لا تزال العربية معروفة مدروسة بين المسلمين ولا تزال
آثارها واضحة في لغاتهم وآدابهم.
إن اللغات الأعجمية الإسلامية، أعني اللغات التي ترعرعت
في هذه الأمم بعد دخولها في أخوة الإسلام الجامعة، نشأت في حضانة العربية، وشبت
تستمد منها ألفاظا ومعاني وتحتذيها في أساليبها، وتشاركها في موضوعات علومها
وآدابها."
7- استخدام اللغة في
النشرالعلمي والأدبي:
إذا نظرنا
إلى النشر العلمي في اللغة العربية ، نجد أن هناك خللا في التوازن بين الإنتاج
العلمي في التاريخ العربي والإسلامي وبين كمية هذا الإنتاج في العصر الحديث من جهة
، وبين الإنتاج غير العلمي (الأدبي والتاريخي والاجتماعي والسياسي مثلا) وبين
الإنتاج في المجالين العلمي والتقني من جهة أخرى لصالح الأول من المجموعتين، في
العصر الحديث. وربما يرجع ذلك جزئيا إلى غياب التعريب العلمي والتقني ، من ثم لجوء
كثير من الباحثين العرب إلى كتابة بحوثهم ، بما في ذلك أطروحات الماجستير
والدكتوراة والمقالات العلمية المتخصصة بلغات أجنبية حتى في البلدان العربية للأسف
وفي الدوريات الصادرة من هيئاتها العلمية.
8- اللغة في وسائل الإعلام
والشابكة (الإنترنت):
"إن
الإحصاءات العالمية تؤكد أن اللغة العربية تحتل المكان الثالث بين اللغات
المستخدمة في الإذاعات الأجنبية ، حيث تستخدم
محطات إذاعية في العالم اللغة العربية." (ص 169).
على الرغم
من أن هذه المعلومة وردت في مصدر عمره ثلاثون عاما ويزيد ، فلا نشك أن هذا لم
يتغير كثيرا منذ ذلك التاريخ . ففي عصر القنوات الفضائية زاد عدد القنوات الفضائية
التي تبث بالعربية زيادة كبيرة ، نذكرمنها على سبيل المثال القنوات الصينية
والروسية والفرنسية والبريطانية (محطتان) والأمريكية والإيرانية التي لا يقتصر
بثها على سويعات محدودة ، كما كان الأمر في الماضي ، إلى جانب المحطات الإذاعية
التي تبث برامج كاملة أو ساعات محدودة.
أما عن
محطات البث العربية عبر القنوات الفضائية فهي لاشك بالمئات ، كما يلاحظ أي مطلع
على التلفازفي أي منطقة عربية.
ويذكرأسلمو
ولد سيدي أحمد: "يقول عبد القادر الفاسي الفهري، رئيس جمعية اللسانيات
بالمغرب، في مقال له نشر في جريدة " المساء" المغربية، العدد:1686
بتاريخ 24/02/2012 "... والمفارقة الغريبة التي كانت وما زالت تستعصي على
فهمي هي أن العقد الذي همشت ( وحوربت) فيه اللغة العربية هو العقد الذي سجل أكبر
الأرقام في انتشارها عبر العالم، وازدهارها تقانيا، وعدديا، واتصاليا، إلخ، مما
جعل بعض الدارسين يرشحونها لأن تصبح إحدى خمس لغات عالمية كبرى وقطبية، وهذا العقد
هو الذي شهد بزوغ أكبر الفضائيات العربية وأجودها وأكثرها مصداقية في نقل المعلومة
ويمكن قياسها عند المغاربة قياسا موضوعيا إحصائيا، إلخ. وهذا العقد هو الذي شهد
ارتفاعا منقطع النظير لمستعملي الشابكة (الإنترنت) باللغة العربية، بحيث قفز عدد
المستعملين من 2.5 مليون، سنة 2000م، إلى أزيد من 61 مليونا، سنة 2010م، أي بزيادة
2500 في المائة. فهذه اللغة لها إمكانات عددية واتصالية وتقانية هائلة..."
(نقلا عن ماذا يعني ترسيم اللغة العربية
في الأمم المتحدة والاحتفال بها مرتين في السنة؟/ أ. إسلمو ولد سيدي أحمد ) المصدر: المحيط نت
www.elmohit.net
28
فبراير 2012
من المعروف أن جميع الدول العربية يعتبر أهلها ناطقين
باللغة العربية في صورتيها الفصحى والعامية . وفيما يلي عدد سكان كل دولة عربية (والتي يرى البعض إضافة جيبوتي إليها):
البلد
|
تعداد
السكان
|
جمهورية
مصرالعربية
|
83.233.992
|
السودان
|
33.975.593
|
الجزائر
|
37,100,000
|
المغرب
|
32.696.415
|
العراق
|
26,783,383
|
السعودية
|
28.367.8
19.405.355
سعوديون
|
اليمن
|
19.685.151
|
سوريا
|
21.785.075
|
تونس
|
10,102,000
|
ليبيا
|
6,546,000
|
الأردن
|
6.248
مليون
|
الإمارات العربية المتحدة
|
8.2
مليون (2010)
|
لبنان
|
3.759.100
(2007)
|
فلسطين
|
4.293.313
(الضفة والقطاع)
|
عُمان
|
2.773.479
|
الكويت
|
2.457.257
|
موريتانيا
|
3,069,000
|
قطر
|
1.844.276
|
البحرين
|
708,573
|
جيبوتي
|
496,374
|
الصحراء الغربية
|
341,000
|
المجموع
|
306381659
|
إضافة إلى الدول العربية التي تعتبر اللغة العربية لغة قومية، هناك دول
تعتبر العربية فيها لغة رسمية ، بمفردها أو إلى جانب لغة أخرى، مثل الصومال وجزر القمروتشاد وإريتريا وفلسطين
المحتلة. فيما يلي عدد سكان كل منها.
الصومال 9,118,773
إسرائيل 7,184,000 (العرب والمستوطنين)
إرتيريا 4,401,000
جزر القمر 798,000
بالإضافة إلى الدول العربية والدول التي تعتبر فيها العربية
لغة رسمية ، هناك العديد من المناطق الأخرى المجاورة التي يستعمل فيها أهلها اللغة
العربية كالأحواز(في إيران) والأسكندرونة (في تركيا) ومالي والسنغال .
12-
انتشاراللغة ونشاط أهلها في نشرها:
حيث إن
اللغة العربية هي لغة الدين الإسلامي ومصدره الأول والثاني (القرآن الكريم والحديث
النبوي الشريف) ، إضافة إلى عشرات أو مئات الآلاف من المراجع الدينية في العقيدة
والشريعة ، كما أنها لغة العبادة للمسلمين ،فلا غرو أن نجد ذلكم الانتشار الواسع
للغة العربية بين المسلمين في أصقاع الأرض ، والذين يزيد عددهم على المليار ونصف
المليار نسمة. ولا يكاد يوجد مجتمع إسلامي أوجماعة إسلامية في أي مكان في العالم
لايخصص دروسا لتعليم اللغة العربية ، بما في جميع المراكز الإسلامية تقريبا في أي
بلد في العالم.
وفي موقع أجنبي يعنى بالشرق الأوسط ، نجد
الأرقام التالية عن هذه المراكز في بعض الدول العربية التي تتجاهل دول الخليح
العربية ، باستثناء الكويت:
الأردن: 6
مؤسسات
الكويت:
مؤسستان
لبنان: 3
مؤسسات
المغرب: 13
مؤسسة
الأردن : 6
مؤسسات
اليمن : 9
مؤسسات
تونس: مؤسستان
تذكر
بعض الدراسات أن "اللغات التي للعربية فيها تأثير كبير (أكثر من 30% من
المفردات) هي:
الأردية والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية وكافة اللغات التركية والكردية والعبرية والإسبانية والصومالية والسواحيلية والتيغرينية والتجرية والأورومية والفولانية والهوسية والمالطية والبهاسا وديفيهي (المالديف) وغيرها. بعض هذه اللغات ما زالت يستعمل الأبجدية العربية للكتابة ومنها: الأردو والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية والتركستانية الشرقية والكردية والبهاسا (بروناي وآتشيه وجاوة)."
الأردية والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية وكافة اللغات التركية والكردية والعبرية والإسبانية والصومالية والسواحيلية والتيغرينية والتجرية والأورومية والفولانية والهوسية والمالطية والبهاسا وديفيهي (المالديف) وغيرها. بعض هذه اللغات ما زالت يستعمل الأبجدية العربية للكتابة ومنها: الأردو والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية والتركستانية الشرقية والكردية والبهاسا (بروناي وآتشيه وجاوة)."
كما
تشير إلى أنه "دخلت بعض الكلمات العربية في لغات أوروبية كثيرة مثل الألمانية،
الإنكليزية،
الإسبانية،
البرتغالية،
والفرنسية،
وذلك عن طريق الأندلس
والتثاقف طويل الأمد الذي حصل طيلة عهد الحروب الصليبية. ..."
(انظر
أيضا زيغريد هونكه في كتابها : شمس
العرب تستطع على الغرب)
يبدو أن هناك اختلافا واضحا في نظرة العرب إلى لغتهم على مستوى
النخبة السياسية والفكرية وعلى المستوى الجماهيري ، مما ينعكس في التدريس العالي
بلغات أجنبية والاهتمام بتعليم أبنائهم اللغات الأجنبية على حساب لغتهم الأم
(الاتجاه إلى إرسال الأبناء إلى المدارس الأجنبية في بعض البلدان العربية) وفي
التساهل في التعاملات التجارية والسياسية بلغات أجنبية على حساب العربية والناطقين
بها ، مما يؤدي إلى معاناة الجمهور العربي الذي لا يجيد لغة أحنية (الإنجليزية
خاصة) في التعامل مع العمالة الوافدة في شتى القطاعات الصحية والتقنية ، بل
والسياحية (الفنادق مثلا) في بلدان الخليج العربي بشكل واضح.
كذلك نلاحظ ذلك في بعض المؤتمرات التي تعقد في مهد اللغة
العربية (مثل مؤتمر المنتدى الاقتصادي)، حيث تكون لغة المؤتمر الرسمية اللغة
الإنجليزية ، لا العربية ، وبها يلقي حتى كثير من الخبراء والمسؤولين العرب
كلماتهم في هذه المؤتمرات.
من حيث نظرة غير العرب إلي اللغة العربية ، فمن الواضح نظرة المسلمين
إليها بوصفها لغة مقدسة ، ونظرة البعض إليها بوصفها لغة التراث الحضاري على مدى
خمسة عشر قرنا ، ونظرة البعض للأسف ، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى
العربية بوصفها لغة بلدان "مصدرة
للإرهاب" (لعل هذا واحد من أسباب زيادة الاهتمام بالعربية في الولايات المتحدة
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر).
16-
علاقة اللغة بالدين:
17- العامل الاقتصادي وأهمية أهل اللغة
اقتصاديا:
هناك أمران يجب أن نشير إليهما في هذا المجال ، ألا وهماأهمية
الثروة النفطية واحتياطياتها في العالم العربي، حيث يوجد بالعالم العربي أكثر من
نصف احتياطي العالم من البترول ، والدول العربية هي من أكثر الدول التي تزود
العالم شرقيه وغربيه بمصدر الطاقة الآول. ثانيا نجد أن العالم العربي بشعوبه
المختلفة التي يزيد عددها على الثلاثمائة مليون نسمة يمثل سوقا استهلاكية كبيرة
للمنتوجات التقنية والغذائية وسائر أنواع البضائع المختلفة التي تنتجها دول الشرق
والغرب الصناعية. يضاف إلى ذلك فرص العمل المتاحة في كثير من الدول العربية
(الخليجية خاصة) للخبراء وأشباه الخبراء من الغربيين .
ولا شك أن هذه الحوافز عومل مهمة في تعزيز مكانة اللغة العربية
على المستوى العالمي.
18-
الموقع الاستراتيجي لموطن اللغة:
من الواضح
أن البلدان العربية تحتل منطقة استراتيجية على المستوى الجغرافي السياسي في الشرق
الأوسط الذي يعتبر ملتقى القارات ومكان أهم الممرات المائية بين الشرق والغرب.
ثانيا:
مكانة العربية في ضوء العوامل المذكورة:
لا شك أن العربية تحتل المركز الأول بوصفها لغة للشعائر الدينية ، حيث إن اللاتينية التي تستخدم في الكنائس الكاثوليكية يقتصر استخدامها لدى الملتزمين بها على رجال الدين فحسب ، كما أن العبرية ، حتى وإن التزمت بها جميع المعابد اليهودية في أنحاء العالم، لا يزال عدد مستخدميها محدودا جدا إذا ماقورنت باللغة لعربية.
ب) مكانة اللغة العربية من
حيث التعداد السكاني:
جـ) مكانة اللغة العربية الرسمية في الهيئات الرسمية:
منذ العام 1973م أضحت اللغة العربية لغة رسمية في الأمم
المتحدة وهيئاتها المختلفة ، وتكون بذلك اللغة الرسمية السادسة فيها، بجوار
الإنجليزية والفرنسية والأسبانية والصينية والروسية. وتشمل هذه الهيئات اليونسكو ومنظمة الصحة
العالمية ومنظمة الغذاء والزراعة (الفاو) وغيرها. كذلك تعتبر العربية لغة رسمية في
منظمات دولية أخرى ، مثل الاتحاد الدولي للاتصالات والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون
الإسلامي والأوبك والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو) وهيئة
الطاقة الدولية واليونيدو (UNIDO
) وغيرها من المنظمات الدولية المعروفة.
الخاتمة:
باستعراضنا للعوامل المؤثرة في مكانة اللغات وأهميتها ،
نجد أن اللغة العربية تتوافر فيها معظم ، إن لم تكن جميع ، المميزات والخصائص التي
تضفي أهمية للغة . فهي متميزة من حيث الخصائص اللسانية وإمكانات التحديث ومظاهر
الانتشار من حيث وسائل الإعلام والاتصال واهتمام العالم بها بوصفها لغة تراث ديني
وحضاري ثري على مدى خمسة عشر قرن من الزمان وعلى مساحة جغرافية واسعة ، وكم حيث تأثيرها
في لغات كثيرة في العالم ، إضافة إلى كونها اللغة الدينية الأولى وخامسة اللغات من
حيث الناطقين بها وإحدى اللغات الرسمية في ا لأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها
وفي كثيرمن المنظمات الدولية الأخرى .
أضف إلى كل ذلك تفرد العربية بأنها اللغة الوحيدة في
العالم التي لم يطرأعليها تغيير يؤثر في
استمرار فهم أهلها على مدى أكثر من خمسة عشر قرنا.
كل ما أشرنا إليه أعلاه من عوامل تؤثر في أهمية اللغة
العربية في جانب ، وأهمية نزول كتاب الله وكلامه الخالد أبد الدهرباللغة العربية
في جانب ، وكلاهما يجعلان للغة العربية مكانتها الفريدة والمتميزة على سائر اللغات
في العالم.
المراجع:
إدريس بن
الحسن العلمي (2001) في اللغة (جمعه وقدم له أمل العلمي). الدار البيضاء:
مطبعة دار النجاح الجديدة.
أسلمو ولد
سيدي أحمد "ماذا يعني ترسيم اللغة العربية في الأمم المتحدة والاحتفال بها
مرتين في السنة" المصدر: المحيط نت www.elmohit.net
شوقي ضيف .
مجمع اللغة العربية في خمسين عاما (1934-1984) القاهرة: مجمع اللغة
العربية.
صبحي
الصالح (1962) دراسات في فقه اللغة ، ط2. بيروت : منشورات المكتبة الأهلية.
عبدالعزيز
شرف (1991) اللغة العربية والفكر المستقبلي. بيروت: دار الجيل.
مراجع
أجنبية:
Bell, Roger (1976) “Language types:
Formal and Functional Typologies” in: Sociolinguistics. London: T.B.
Batsford Ltd.
Holmes, Janet (2008) “Language planning”
in: Introduction to Sociolinguistics, 3rd Edition. London:
Longman.
Pereltsvaig,
Asya (2012) Languages of the World: An Introduction. Cambridge:
Cambridge University Press.
Timitope, O (2011) Factors that influence language planning.pptx
www.slideshare.net/topinsn/factors that influence language planning pptx. Retrieved Oc.
25, 2012.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق